قصة المحامي والعجوز
ﻳُقال ﺃﻥ ﻋﺠﻮﺯﺍً ﻓﺮﻧﺴﻴﺔ ﺍﺳﻤﻬﺎ ﺟﻴانا ﻭﻗﺪ ناهزت سن التسعين ﻋﺎﻣﺎً ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺃﺭﻣﻠﺔ ﻭﻛﺎﻧﺖ عندها فتاة ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻭﻗﺪ توفيت ﻣﻦ ﻣﺮﺽ ﺍﻻﻟﺘﻬﺎﺏ ﺍﻟﺮﺋﻮﻱ ﻭﻛﺎﻥ عندها ﺣﻔﻴﺪا ﻭﺍﺣﺪا ﻭﻗﺪ مات ﺃﻳﻀﺎً ﺑواقعه ﺣﺎﺩﺙ ﻣﺮﻭﺭ,
ﻭﻟﻢ ﻳﺒﻘﻰ ﺃﺣﺪٌ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ سواها ﻭﻛﺎﻧﺖ تسكن ﻓﻲ بيت ﻓﻲ منتصف ﺑﺎﺭﻳﺲ ﻭﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺣﻴﻮﻳﺔ ﻛﺎﻥ هذا ﻓﻲ سنه ﺃﻟﻒ ﻭﺗﺴﻌﻤﺎﺋﺔ ﻭﺧﻤﺴﺔ ﻭﺳﺘﻴﻦ ﻭﻟﻢ يبقى لي جيانا ﺃﺣﺪﺍً ﻳﻌﻴﻠﻬﺎ أو يهتم بها ﻭﻳﺼﺮﻑ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻭﻫﻲ ﻻ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ أن تعمل ودخلها الوحيد متدني ,
ﻭﻗﺪ رأي ﺫﻟﻚ ﺃﺣﺪى ﺍﻟﻤﺤﺎﻣﻴﻦ ﻓﺄﺭﺍﺩ أن يستغل ﺍﻟﻮﺿﻊ لمصلحته ﻓﻌﺮﺽ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺃﻥ يعطيها ﻣﺒﻠﻎ ﺃﻟﻔﻴﻦ ﻭﺧﻤﺴﻤﺎﺋﺔ ﻓﺮﻧﻚ ﻓﺮﻧﺴﻲ ﺷﻬﺮﻳﺎً طوال ﺣﻴﺎﺗﻬﺎ بمقابل ﺃﻥ ﺗﻌﻄﻴﻪ البيت ﺑﻌﺪ ﻣوتها .
ﻭﺍﻓﻘﺖ جيانا من غير تردد خصيصا ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻭﺿﻊ ﺿﻤﺎﻧﺎﺕ ﻟﻬﺎ على ﺃﻧﻪ ﻟﻦ ﻳﺘﺮﺍﺟﻊ ﻋﻦ هذا ﺍﻟﻌﻘﺪ ﻭﻻ ﻳستطيع أي ﻃﺮﻑ ﺇﻟﻐﺎﺅﻩ .
ظنا من ﺍﻟﻤﺤﺎﻣﻲ ﺃﻥ عجوزا ﻓﻲ ﻫﺬﺍ العمر ﻟم ﺗﻌﻴﺶ ﻷﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺳﻨﺘﻴﻦ ﺃﻭ ﺛﻼﺙ ﻭسياخذ البيت ﺑﺴﻌﺮ رخيص وﻟﻜﻦ ﻣﺎ دار ﻏﻴﺮ ﺫﻟﻚ اطلاقا ﻓﻘﺪ ﻋﺎﺷﺖ جيانا ووصلت لسن ﺍﻟﻤﺎﺋﺔ ﻭﺇﺛﻨﻴﻦ ﻭﻋﺸﺮﻳﻦ
وتوفي ﺍﻟﻤﺤﺎﻣﻲ ﻗﺒﻠﻬﺎ ﺑﺴﺒﺐ مرض ﺍﻟﺴﺮﻃﺎﻥ واطال الله في عمرها ﻫﻲ ﻭﺍﺣﺘﻔﻈﺖ بالبيت ﺑﻌﺪ ﺃﻥ صرف ﺍﻟﻤﺤﺎﻣﻲ طوال حياته ﺛﻼﺛﻴﻦ ﻋﺎﻣﺎً ضعف ثمن ﺍﻟبيت ﻭﻟﻢ ﻳﺤﺼﻞ ﻋﻠﻰ ما يريد في ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ.
(فسبحان من قدر فهدى)
ارجو ان تعجبكم وتستفيدو منها , وارجو منكم ترك رد من حضراتكم والمتابعة لرؤية كل ما هو جديد في صفحتنا⤱
التعليقات على الموضوع